كرة القدم ساحرة الجماهير
بات معلوما أن هناك ما يشبه الاتفاق على استخدام صناعة الكرة - التي تتخطى ميزانيات دول - كوسيلة إلهاء للشعوب؛ تبقيها بعيدا عن أحلامها وآمالها وتطلعاتها، وتدفع ساكني البلدان التي تحكمها أنظمة قمعية خطوات على طريق "المواطن المستقر" الذي يبحث عن لقمة العيش ولا يبالي بقيم العدل أو الحرية.
وسواء تعمد الحكام دفع الشعوب المقهورة نحو الكرة، لنسيان الهموم وتحقيق العدالة التي يفتقدونها في حياتهم اليومية، أو استساغ المحكومون البقاء في هذا الفضاء الافتراضي، هروبا من مرارة الواقع، فالمحصلة واحدة، وتتمثل في مزيد من الانحراف عن أخلاق الحرية لصالح "العبودية الطوعية" - كما يقول المفكر الفرنسي لابويسي - ولن يتحقق التغيير المنشود إلا عندما يتحرر هذا المواطن المغلوب على أمره من تلك الشرنقة الضيقة، ويعلم أن ثمن السكوت على الاستبداد أفدح بكثير من عواقب الثورة ضده.
أضف تعليق:
0 comments: