زمن النفاق .... افلح إن صدق
كلما تأملت المغرب
أجد نفسي أغوص في عالم المعقول واللامعقول في شتى المجالات
السياسية...الاقتصادية...الاجتماعية ... وكيف تفكر بعض العقليات التي ملها الكرسي
والشعب وأخرى تود ركوب موجة التألق ولو على حساب أهات المواطن البسيط فأصبحت كلا
العقليتين تتخذ من القضايا النبيلة تجارة تحقق من خلالها مكاسب ذاتيه وانية دون
القيم والاستمرارية....ونقول لهما افلح إن صدق.
إن ما تشهده ساحة المغربية من مناكفات ومزايدات دون
تلمس طريق الخلاص وذالك من خلال تيارات فئوية من مختلف المشارب تسعى إلى تعزيز
سلطتها لتتجه نحو استحداث لوبي ينحرف ويتطرف عن مسار ونهج المسيرة الديمقراطية
والإنمائية ليتجاوز القوانين وأحكام الدستور المنبثق من العقد الاجتماعي للمكونات
الأساسية. واليوم نرى البعض يحاولون مسك الحقيقة من ذيلها، إذ يقومون بإخضاع
النصوص للتأويل ، من أجل التحوير والتحريف، مما ينهي ما نسميه الشراكة الحقيقية في
النماء والتقدم والرقي، من قبل ما يوصف اليوم بالثالوث ......... والقفز على تلك
الحقائق، فعقلية الثالوث والحب في تكرار الحيف والإقصاء ما زالت متحكمة عند بعض
أصحاب القرار بالمغرب، أولئك الذين لا يؤمنون بالديمقراطية والتعايش ، ناهيك عن
تطبيق الشراكة الحقيقية. نحن نرى بأن الذين يستحوذون على المناصب الحساسة داخل المغرب
لا يهتمون بالدستور ولا بالعهود، ويخططون ليل- نهار في إرسال التفرقة لتوجيه
مدافعهم نحو الطبقة المستهدفة، فهذا النهج والمحاولات المتكررة في استخدام التجيش
لغايات سياسية ومصالح مادية ، ونوايا نتنة. وليعلم الذي لا يعلم بأن القادم من
الأيام لا يحسم بنشر الأقاويل والنفاق الاجتماعي بل باستخدام منظومة القيم
الأخلاقية، لأن الحقيقة تصنع عبر الوسائط والصور والأرقام، و عبر الصحوة، والمجتمع
البشري ينبني بالتعايش والتواصل لا بازدهار أعمال الفساد والانتهاك والاستبداد
.
فالتفرد والاستبداد كارثة على الشعب .أما العقائد
المغلفة فهي تكبح إطلاق وتشغيل القوة الحية والخلاقة، فلا أدري أية حياة هذه بدون
حرية واعية، في عالمنا اليوم نرى تغيير في مفهوم الثالوث والتوسع في معانيه.
فمقاليد المغرب ومتطلباته يجب أن تدار بعقلية السياسي، الذي يجمع بين التقليد
التراثي والتحديث الاقتصادي، والذي يمتلك عقلية المحترف ويشخص لكي يركب الإمكانات
ويقدم الوسائل لتحسين الأوضاع أو لحل الـمشكلات وإنهاء الأزمات. فالأزمة التي يمر
بها المغرب تحتاج إلى فكر مركب لمواجهة الوقائع وإعادة تشكيل المشهد وترتيب القوى
على خشبة المسرح.
و ختاماً نقول: بأن الشراكة بمفهوم الحداثة تعني
العمل على خلق مجتمع تداولي، ليحل فيه مفهوم الجماعة محل الزعيم المنقذ، بحيث يخلق
للواحد فرصة التعامل مع الهويات والقضايا والمشكلات بمنهج التوسط وعقلية التسوية
وبمبدأ النسبية ومنطق التداول وبثقافة التعدد. ولكي نعيش أحسن علينا أن نحسن العيش
سوياً. فالمقدس والمطلق والأوحد والمتعالي سواء أكان قوة أم مؤسسة يحول الناس إلى
قطعان وحشود ويسمم العلاقات بين الكيانات ويدمر أسس العيش المشترك.
من أجل ذلك فعليك أن تختار الذي يحقق الأفعال و ليس
الذي يكثر من الكلام المعسول من قبيل التسويف والتسويق
من اجل ذلك فعليك التحرك من مكانك في اتجاه الأمام
لان الحياة بها فرصا ولحظات لا تتكرر
من اجل ذلك فعليك السير في طريقك ببصمات لبناء مستقبل
واعد لك وللأجيال القادمة
من اجل ذلك فرسالتي إلى الجميع أن نلتقي لنرتقي لأننا
في حاجة لبعضنا البعض رغم كل الاختلافات.
والله ولي التوفيق
أضف تعليق:
0 comments: