غدا يطلبون للحفرة
الشيخ محمد الراوي ( رجل من أهل القرآن ) • ودع العالم الإسلامي يوم الجمعة الماضي ( 7 رمضان 1438 هـ ) ، رجلاً من رجال الدعوة و القرآن ممن كانت لهم إسهامات فكرية ودعوية و أكاديمية أثْرت المكتبة الإسلامية في مصر والعالم الإسلامي، فضلاً عن جهوده الأخرى المتمثلة في جولاته الدعوية ومحاضراته ولقاءاته التلفزيونية والإذاعية التي عرفت بالعمق والتنوع والجرأة في الحق. نشأته و دراسته ولد الشيخ محمد محمد عبد الرحمن الراوي في 1 فبراير من عام 1928 م ، الموافق 9 من شهر شعبان عام 1346 هجرية بقرية ريفا في محافظة أسيوط ، مات أبوه وكان عمر الشيخ الراوي سنتين ، فتكفل بتربيته الشيخ محمد فرغلي ، وهو خاله، ورعاه وعلمه وأدبه ، وألحقه بالكُتّاب ، وحفظ القرآن الكريم في سن الثالثة عشر ، وبعدها التحق بالمعهد الديني في أسيوط سنة 1941 م حيث كانت المعاهد الأزهرية لا تقبل الطالب في السنة الأولى إلا بحفظ القرآن الكريم كله . ويبقى الطالب في المعهد تسع سنوات ، أربع سنوات في القسم الابتدائي وخمس سنوات في القسم الثانوي . وعقب حصوله على شهادة الثانوية الأزهرية بتفوق تقدم إلى كلية اللغة العربية، إلا أنه تحول منها إلى كلية أصول الدين بالقاهرة سنة 1950 م وحصل منها على الشهادة العالية عام 1954م ثم حصل على الشهادة العالمية مع تخصص التدريس من كلية اللغة العربية –جامعة الأزهر عام 1956م حياته العملية : عمل الشيخ الراوي فور تخرجه بقسم الدعوة في وزارة الأوقاف، فعين إمامًا وخطيبًا في مسجد خالد بن الوليد بمحافظة الإسماعيلية، كما عمل إمامًا وخطيبًا لمسجد الزمالك – بناء على ترشيح من الشيخ محمد الغزالي الذي شغل منصب مدير المساجد في ذلك الوقت- ،ثم أصبح مفتشًا عامًا في مراقبة الشؤون الدينية بعد مسابقة عامة لجميع المفتشين كان ترتيبه الأول على الناجحين، ثم نقل بعدها للعمل بالمكتب الفني بمجمع البحوث الإسلامية . وفي عام 1965 م سافر ضمن بعثة للأزهر الشريف إلى دولة نيجيريا لتدريس اللغة العربية وعلوم القرآن ربع قرن في السعودية - طلب لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وانتقل إليها بداية من العام الدراسي 1390-1391هـ ( 1970 م – 1971 م ) واستمر بها مدة تزيد على خمس وعشرين سنة عمل خلالها مدرسًا للتفسير وعلوم القرآن والحديث بكلية اللغة العربية ، وكلية العلوم الاجتماعية من بداية إنشائها ، كما أسهم في إنشاء كلية أصول الدين وعمل بها أستاذًا للقرآن وعلومه ورئيسًا لقسم التفسير أكثر من ثلاثة عشر عامًا، وقد أسهم في إنشاء المعهد العالي للدعوة الإسلامية وقام بإلقاء المحاضرات فيه، وقد أشرف الشيخ الراوي على كثير من الرسائل العلمية ما بين ماجستير ودكتوراه في كلية أصول الدين وغيرها من كليات جامعة الإمام، إضافة لاشتراكه في مناقشة كثير من الرسائل العلمية في الجامعة ذاتها، وجامعة أم القرى بمكة المكرمة، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة الملك سعود جهوده الدعوية للشيخ جهوده الكبيرة في خدمة الدعوة الإسلامية المتنوعة بين الأحاديث في القنوات الفضائية والإذاعة، والمحاضرات، والمؤلفات العلمية، كما شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية وكانت جهوده الدعوية تهدف إلى خدمة كتاب الله فهماً وتفسيراً وبياناً، ودعوة القرآن المسلمين إلى التوحد ونبذ الفرقة والاختلاف، وجاءت جهوده ممثلة في: - العناية بالقرآن الكريم تلاوة وحفظاً. - الدعوة إلى التمسك بالقرآن والسُّنة كمنهج حي علماً وعملاً. - العناية بتربية النشء والشباب على مأدبة القرآن. - الدعوة إلى جمع كلمة المسلمين وترابطهم في شتى المجالات لنصرة الحق وإعلاء كلمة الله، والقرآن يهدي في كل شأن للتي هي أقوم. نال الشيخ محمد الراوي عضوية مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة ، وفي عام 1433هـ/2012م كان ضمن اللجنة التي شكلت من علماء الأزهر لاختيار أعضاء هيئة كبار العلماء، طبقا للشروط الواردة بالتعديلات الجديدة لقانون الأزهر وفي شعبان 1433هـ/يوليو 2012م اختير الشيخ محمد الراوي عضوًا في هيئة كبار العلماء مؤلفاته : من مؤلفاته العلمية: 1- الدعوة الإسلامية دعوة عالمية (مجلد كبير ) طبع عدة مرات 2- كلمة الحق في القرآن الكريم – موردها ودلالتها (مجلدان ) طبع أكثر من مرة . 3- حديث القرآن عن القرآن 4- القرآن الكريم والحضارة المعاصرة (كتيب مطبوع ) 5- القرآن والإنسان 6- الرسول في القرآن الكريم 7- الرضا 8- منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله 9- كان خلقه القرآن 10- المرأة في القرآن الكريم وفاته : رحل عنا العالم الجليل يوم الجمعة 7 رمضان 1438 ، الموافق 2/6/2017 ، في القاهرة عن عمر يناهز 89 عامًا وصلي عليه في الأزهر الشريف ، في خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة و في خير الشهور شهر رمضان إنها حسن الخواتيم نسأل الله أن يجزيه أعظم الجزاء عما قدمه خدمة للإسلام ودعوته ورسالته ، وأن يخلف في الأمة خيرا من حملة الدعوة والرسالة
أضف تعليق:
0 comments: